الانترنت عن طريق الستالايت و (الضحك على اللحى)

على حد علمي فإن الانترنت عن طريق الستالايت ممنوعة عندنا لأسباب أمنية, وذلك لأنهم لا يستطيعون معرفة نوع المعلومات التي ترسلها عبر الأقمار الصناعية, فعند الأجهزة الأمنية أنت مدان حتى تثبت براءتك (لو فرضنا أنها ستثبت) فلو قمت بالاشتراك عند إحدى شركات الانترنت الفضائية عن طريق بلد آخر ثم ركبت التجهيزات وبدأت باستخدام النت, فيا ويلك لو اكتشفت أجهزة المخابرات بأنك تقوم ببث إشارات إلى الأقمار الصناعية فسوف يعتبرونك فورا جاسوسا تقوم ببث معلومات ما إلى إسرائيل !!!

لهذا لجأوا إلى ذلك الحل العبقري الذي لم يخطر على بال جميع دول العالم, وذلك الحل هو منع استخدام هذه الخدمة أساسا!
أستغرب كيف لم يخطر هذا الحل على بال الألمان مثلا … يا لهم من أغبياء… يعرضون بلادهم لخطر التجسس فقط كي يسمحوا لمواطنيهم باستخدام هذه التقنية 🙂

المهم –وبلا طول سيرة- سمعت بأنه أصبحت هناك شركة جديدة في سوريا مرخصة رسميا تقدم خدمة الانترنت عن طريق الستالايت!
قلت في نفسي, حسنا هذا خبر مشجع على أن الأمور قد بدأت تتحسن.

وبالفعل حصلت على رقم تلك الشركة وحددت موعدا معهم وذهبت بنفسي كي أتأكد !


– ” مرحبا, أنا فلان اتصلت بكم وحددتم لي موعدا الآن”

– ” بالطبع أهلا وسهلا”

– ” أرجو أن تشرح لي عن هذه الخدمة الجديدة”

– ” هذه الخدمة متوفرة بالسرعات كذا وكذا ..الخ وأسعارها الخ الخ مع ملاحظة أن هذه الأسعار تشمل الاستقبال فقط عن طريق الدش”

– “الاستقبال فقط؟؟؟ ماذا تعني؟” !!!!!!!!!!!!

– ” يعني أن الإرسال عن طريق خط أرضي”

هه! الإرسال ليس فضائي؟؟؟ يبدو أنني كنت مخطئا إذا … إن الأمور لم تتحسن قط!

– ” وكيف يتم الإرسال؟”

-” لا تقلق نحن نؤمن لك كل شيء, فمثلا استقبال بسرعة 512 سيكلفك 22000 ليرة شهريا ونحن نؤمن لك الارسال عن طريق خط
ISDN”

-” إن سعركم هذا 22000 شهريا لهو سعر مرتفع جدا, لكن بما أنني أريد الخط لاستخدامه في مقهى انترنت سوف أفتتحه قريبا وليس لاستخدامه في منزلي فسوف أشترك مع غصة في حلقي, لأن البديل لدي هو خطوط ADSL التي تقدمها مؤسسة الاتصالات وسمعت بأن أعطالها كثيرة, سوف أقبل بأن أدفع هذا المبلغ لكن أرجو أن لا يكون هناك مبالغ إضافية”

– ” لا يوجد أية مبالغ إضافية”

– ” هل أنت متأكد؟”

– ” هناك مبلغ إضافي لكن ليس لنا علاقة به”

– ” وما هو هذا المبلغ”؟

– ” إنه مبلغ بسيط, فعندما تفتح خط ال ISDN للإرسال سوف يترتب عليك تكلفة مكالمة محلية, إن التكلفة بسيطة”!!!!
– ” مكالمة محلية؟”

– ” نعم! لكن أؤكد لك أنها لا علاقة لنا بها, إنها لمؤسسة الاتصالات”

وما يهمني أنا إن كان لكم علاقة أو لا … المهم أنني سأدفع فاتورة هاتف أيضا!!!

أجبته:” إذا بحسبة بسيطة لو فرضنا بأن الخط سيفتح 16 ساعة يوميا أعتقد بأن فاتورة الهاتف قد تفوق ال عشر آلاف ليرة شهريا, لو أضفناها إلى ال 22000 مبلغ الاشتراك الشهري أرى أن الوضع سيكلفني ما يزيد عن الثلاثين ألف ليرة شهريا !!!!”

– ” صحيح”

– “شكرا لك واستروا ما شفتو منّا” !!!!

وهذه هي كانت نتيجة زيارتي الفاشلة إلى تلك الشركة, فلم أحصل إلا على خيبة الأمل 🙁

البث أرضي ومكلف جدا … أعتقد بأنه من الأفضل أن يغلقوا الشركة ولا يضيعوا وقتهم…
لولا خوف الناس من قضية الأجهزة الأمنية, يمكن لأي شخص أن يحصل على اشتراك عن طريق أي بلد مجاور بث+ استقبال بأقل من نصف السعر ولسرعة تبلغ الضعف!

يقولون بأن شركات تزويد خدمة خاصة سوف تفتح قريبا… أعتقد بأن العروض والمنافسة بين هذه الشركات لن تزيد عن المنافسة بين شركتي الموبايل 93 و 94 !!!!

9 رأي حول “الانترنت عن طريق الستالايت و (الضحك على اللحى)”

  1. عزيزي الألمان مكتشفين هل طريقة من زمان وعم يستعملوها طبعاً نحن قوم لا نعرف غير السخرية هذه الخدمة “إستقبال فقط عن طريق الأقمار” متوفرة في كل أنحاء العالم ولكن تختلف الأسباب ففي بعض الدول لأسباب أمنية وبعضها الآخر لأسباب إقتصادية المهم هذا تقدم ملحوظ والحكومة معها حق أنته هل تتخيل أنو أميركا تسمح لشركة صينية بتقديم الخدمة دون أن يفرضو عليهم شروط ومنها الخضوع للقانون الأمريكي وأن المعلومات الداخلة والخارجة يمكن أن تخضع لتجسس الحكومة وهل تعلم أن الحكونة الأمريكية تتابع كل المعلومات الداخلة والخارجة من مواطنيها وحتى خارجها من المكالمة الهاتفية وحتى الإنترنت وإن أردت التأكد يمكنك زيارة مواقع جمعيات حماية الخصوصية وبما أن الحكومة السورية لا تستطيع أن تخضع شركة عالمية بأقمارها الصناعية لقانونها فيبدو أنها ختارت عدم السماح إلى بالإرسال عن طريق الأقمار مشكلتنا أننا نخوض في مالا نعرف
    أرجو التقدم والإزدهار لسوريا مع إحترام خصوصيتها وصدقاً لا تعرف قيمة سوريا حتى تعيش في غيرها

    رد
  2. السلام عليكم ان هذه الطريقة من اهم واخطر الطرق على حد علني ومعرفتي وكما هو موجود في الموقع ولكن من الجميل معرفه مثل هذه الامور والعلم بها من باب العلم بالشيء بدل الجهل به وهي طريقة رائعة ولكن لمن ———–؟dont play شكرا

    رد
  3. أولاً أود أن أعتذر عن رفع هذا الموضوع بالرغم من مرور سنتين و نصف السنة على طرحه
    و سأقتبس جملة ذكرتها أنت في نهاية المقال :
    “أعتقد بأنه من الأفضل أن يغلقوا الشركة ولا يضيعوا وقتهم”

    الجدير بالذكر أخ أنس أن طلبك قد تحقق منذ بضعة أشهر و تم إغلاق هذه الشركة فعلاً و على حين غرة و السبب أن بعض المستخدمين استطاعوا بطريقة ما ( لا أعلم بالضبط ما هي )أن يستخدموا هذه الخدمة للارسال و الاستقبال لذلك تم إيقاف هذه الشركة مباشرة و من دون سابق انذار
    و اترك لك التعليق………..!!!!

    رد
  4. أهلا علاء …

    بالنسبة لشركة بيست إيطاليا نعم أعلم أنه تم إغلاقها وهذا أفضل بالنسبة لزبائنهم بالدرجة الأولى. في الواقع بعد كتابة هذه المقالة بفترة قمتُ مضطراً لأسباب تتعلق بسوء خط ADSL بتجربة هذه الشركة … الوضع كان دماراً شاملاً, ولو استمعوا إلى نصيحتي وأغلقوا الشركة في حينها لكانوا وفروا على أنفسهم وعلى زبائنهم الكثير من الدمار. خدمة سيئة جدا جداً وفي نفس الوقت يحاولون إقناعك بأنها أفضل خدمة … تعامل مع الزبائن قمة في السوء وخاصةً مديرهم الذي لا أدري كيف أصبح مديراً ولا أتحدث عن صاحب الشركة أو المدير العام بل عن مدير آخر كان يتواجد دائماً في مركزهم في المهاجرين.

    بالنسبة لسبب إغلاق الشركة فعلى حد علمي ليس لأن بعض الزبائن تمكنوا من استخدام الخدمة للإرسال بل لأن الشركة بحد ذاتها صارت تقوم بتقديم هذه الخدمة (بأسعار خرافية بكل تأكيد) على الرغم من أنهم كانوا يزعمون أنهم يقومون باستخراج الموافقات الأمنية المناسبة كي تعمل الخدمة بشكل قانوني.

    الموضوع من سنة 2005 ولا تزال مشكلة الانترنت في سوريا قائمة … بل اتجهت إلى أسوأ …

    مع التحية

    رد
    • مر على المقال اكثر من 8 سنوات و لا شيء تغير !!
      نفس العقلية تماما للأجهزة الامنية
      سؤال
      كيف كانت لديك الجرأة للتحدث عن هذه الامور قبل 8 سنين ؟؟ هل وقتها كانت اجهزة الأمن اقل رقابة على النت مثلا ؟؟

      رد

اترك رداً على AN@S إلغاء الرد