لك يا عالم … أنا مثقف!!!

دائما ما أنظر بعين الحسرة والشفقة إلى طبقة الشباب اللذين يتزايدون في مجتمعنا واللذين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم (مثقفين), بمعنى آخر على أنهم يمثلون الطبقة المثقفة من المجتمع السوري!!!

لسان حالهم يقول (يا عالم أنظروا إلي .. أنا مثقف)…

الآن كيف تتعرف على هؤلاء عندما تراهم؟

بمعنى آخر ماهي الميزات الفنية والتعبوية التي تميز هؤلاء؟

1- المظهر الخارجي: يتميز الشبان منهم بالشعر الطويل (يقومون بربطه أحيانا), أو بوضع الأطواق الجلدية السوداء التي تحتوي على بعض القطع اللماعة … ولا بأس من ارتداء الملابس الضيقة الملفتة للنظر بألوانها أو موديلاتها. أما الفتيات منهم فمن الصعب تمييزهم من لباسهم.

2- الأماكن التي يترددون إليها: يتواجدون بكثافة شديدة في المراكز الثقافية على غرار:المركز الثقافي الروسي, الفرنسي, الألماني, وفي المركز الثقافي العربي.. يتتبعون باستمرار برامج المراكز الثقافية التي تأتي عناوينها بالشكل التالي:”أمسية للموسيقى الكلاسيكية للاستماع لمعزوفات شتراوس وباخ” أو “دراسة معمقة لـ باخ كونشرتو برادنبرغ” أو “أمسية شعرية في المركز الثقافي الاسباني للشاعرة هند الحدبا < الاسم من تأليفي>” أو “أسبوع الأفلام الألمانية والنمساوية القصيرة في المركز الثقافي الألماني”.
غالبا ما يحملون في حقائبهم البروشورات الكاملة لجميع النشاطات التي تجري في جميع المراكز الثقافية …
جزء كبير جدا منهم يتردد بشكل يومي على كلية الفنون الجميلة حتى لو لم يكن من طلاب الكلية (في الواقع لا أدري سببا لهذا)

3- للأسف, غالبا ما يتبنون أفكارا غريبة عن أفكار المجتمع المحيط بهم, لأنهم يشعرون بأن تبنيهم لهذه الأفكار (يميزهم) عن غيرهم وتمنحهم شعورا يحبونه بأنهم (مثقفون ) ويتميزون عن المجتمع الذي يحيط بهم, اللأفكار التي يتبنونها عادة(العلمانية واليسارية).

4- جزء منهم يرتدون كنزات فضفاضة عليها صورة لـ (تشي غيفارا)!!

5- يتميزون بأن جزءا كبيرا منهم مبدعون فعلا بأحد المجالات الفنية, كالرسم أو النحت أو الموسيقا أو التمثيل…الخ الخ لكن المشكلة أن إبداع كل واحد منهم منصب في مجالة فقط, فترى ثقافته العامة ضحلة جدا بل ولديهم أفكار مضحكة لو ناقشتهم بمجالات أخرى غير مجالهم الذي يتميزون به, والمشكلة أنهم يقتنعون بأفكارهم هذه وينظرون لك نظرة شفقة بأنك لا تفقه شيئا فيما لو حاولت مناقشتهم بأفكارهم!!! وتراهم مصرين على رأيهم بشكل عجيب..

قد يسألني سائل:”ماذا تريد بالضبط من حديثك هذا؟ ما هو مأخذك على هؤلاء؟”

في الواقع تحدثت عن هذا الموضوع بهدف الإشارة إلى أزمة الثقافة في مجتمعنا, إذ أن المثقفين الحقيقيين غالبا ما يكونون مغمورين وغير ملاحظين من قبل المجتمع, بينما ترى بعض الأشخاص ذوي الثقافة المحدودة جدا يشيرون إلى أنفسهم على أنهم مثقفون, ويحاولون لفت النظر إلى أنفسهم كي ينظر إليهم الآخرون على أنهم يمثلون الطبقة المثقفة من المجتمع !!

تسألونني ما هي مواصفات المثقف الحقيقي؟؟
هذا يحتاج إلى بحث كامل قد أتحدث عنه لاحقا 🙂

10 رأي حول “لك يا عالم … أنا مثقف!!!”

  1. أنا مع كاتب المقال في كل ماأشار إليه وأضيف إلى ذلك بعض الأسباب الأخرى منها الظهور بمظهر الفوضوي الذي لايقف في طريقه شيء والذي ينظر نظرة سخط وإسنخفاف إلى كل ماحوله وأنه(المثقف المزعوم) أرفع من جميع الناس علما ان المثقف الحقيقي يتصف بالتواضع ويضاف الى تلك الأسباب سبب جوهري وهو الوصول ألى غايات دنيئة عن طريق التمرد على العادات والأديان بحجة التطور والثقافة كما أن بعض المثقفين المزعومين
    يظنون أن الفتيان والنساء يملن لذلك .

    رد
  2. أخي أنس يبدو أنو قلوينا عند بعضها حتى بكتابه المقالات
    من شي اسبوع كتبت مقالة عنوانها (( أنا مثقف إذاً أنا موجود ))
    المقالة قريبا مشابهة لمقالتك ببعض النقاط لكن متوسع فيها أكتر
    المهم انو لسا ما رفعت المقالة عالنت ورح ارفعها قريبا
    بس الشي اللي بدي قولو أنا ويمكن انت أخي أنس بدك تنزه عنو انو هدول الناس اللي عم نشوفهن كل يوم ما هنن مثقفين .. هنن أشباه مثقفين أو مدعين ثقافة
    يعني للأسف انو كل واحد قرا لدوستويفسكي أو بيعرف منو هادا تشيخوف أو سمع لشتراوس أو بيعرف لوحات فان كوخ بيفكر حالو مثقف
    وفي اخطر من هيك في ناس بتكتبلها مقالة وبالصدفة بتنتشر بجريدة تشرين بيقوم بيفكر حالو الأخ ناقد مستقل وشو بيعرفني
    وبتلاقي من هالنماذج كتير بقهوة الهافانا بصبح ومسا

    يعني انا توصلت لمعادلة من خلال متابعاتي هيي
    جريدة تشرين تحت الباط + شعر منكوش مع ذقن مبعثرة + جلسة في مقهى الهافانا = رجل مثقف !! …
    تحياتي أخي أنووس بس ما يجي يوم ويغتالونا جماعة مدعين الثقاقة…

    تحياتي ..
    قاسم

    رد
  3. مرحبا قاسم …

    عجبني وصفك للرجل المثقف (من وجهة نظرهم)

    وحابب ضيف أنو يللي مفكرين حالن مثقفين من درجة (أرقى) صايرين ما عم يروحوا عالهافانا .. عم يروحوا على (عالبال) والمقاهي يللي بهديك المنطقة .. مشان هيك أنا ما عاد حبيت روح لهنيك لأن المقاهي هنيك صايرة عم تغلي غلي بهدول الناس ..

    لما بدي روح عم روح على بيت جبري, هدول ما بتلائيهم ببيت جبري لأن أسعارو أغلى 😉

    يا ريت بس تنشر مقالتك تحط اللينك هون 🙂

    رد
  4. أختلف مع بالرأي, بالرغم أن عندك وجهة نظر.
    تجربتي مع الناس ذو الشعر الطويل لم تكن إلا إيجابية وهم بالأساس لا يسمعون الموسيقا الكلاسيكية. لكن أعتقد أن الناس الذين تتكلم عنهم هم مختلفون عن الأشخاص الذين أعرفهم (ولديهم نفس المنظر الخارخي).

    أعتقد أن الشباب بشكل عام دائما يحاولون إيجاد شخصيتهم. وأعتقد بهذا الوقت الأمور أصعب للشباب خاصة أن الكثيرين منهم لا يعملون أو يدرسون.

    أنا بانتظار المقالة القادمة عن المثقفين الحقيقيين (من وجهة نظرك) 🙂

    رد
  5. لا اعتقد المثقف الحقيقي يملك مواصفات خارجية كما ذكرت! فالثقافة تصقل العقل و هو امر غير ظاهر للعيان.

    من وصفتهم هم “انا فنان يا ناس”….و ليسو مثقفين…و وصفك دقيق الى حد ما…

    من يحملون الجراثد و يجلسون في المقاهي هم اشباه مثقفين و هم تماما كمن يرتدون الكلابيات و يطلقون الذقون و يجلسون طول النهار في المسجد…فهم ضيقو نطاق حياتهم و جعلوه محصور على نطاق ضيق ضمن شي واحد (ثقافة او دين)….

    المثقف الحقيقي هو الانسان المثقف الذي لا تستطيع ان تخبر عن انه مثقف مالم تجلس معه و تحاوره….و يذهلك بكلامه و ثقافته!

    رأيي الشخصي..
    شكرا…

    رد
  6. صحيح, قابلت العديد ممن يطلقون على نفسهم مثقفين, بنطال عسكري مرقع, شعر أشعث أو طويل, ألفاظ أجنبية و دخان…
    تنظر إلى أحدهم فترى الثقة تلمع في عينيه, تقول لنفسك: يا عيني على أجيال الطموح و التحدي.
    تحاول الحديث معهم بأمر ثقافي, يجوبك بحديث مطول, لكن مليء بالتراهات و اللأفكار السخيفةو السطحية…

    رد
  7. كنت في مجمع جمعني بشبان من شتى الدول العربية.
    وكان بعضهم من غير بلدي يتصف بتلك الصفات فإستغربت لهذا.
    يرتدون بنطال عسكري متدلي بصورة مقززة, السيجارة أصبحت جزأ لا يتجزأ من اليد, تي شبرت به تشي غيفارا و شعر مشابه تماما لشعر غيفارا و قبعة مشابهة لقبعته.
    سألت أحدهم ماذا يعجبك في غيفارا هذا؟
    فسارع صاحبه بالإجابة و ماذا لا يعجبك فيه؟
    قلت: لينيته.
    قال مالك ولينيته تعجبني فيه ثوريته.
    قلت في نفسي: إن التاجر لا يفكر في أن يتدين حتى ينظر في حسابه و يجده فارغا.
    صلاح

    رد
  8. للأسف هكذا هي معظم الشباب يفهمون الثقافة غلط كفهمهم للتحضر و الديمقراطية و …و ..الخ
    انظر الى حال معظم الشباب و الشابات و هم يقلدون الغرب تقليدا أعمى بحجة أننا متحضرون انظر الى مسلسلاتنا التلفزيونية التي باتت تعرض مقاطع لشاب يزور زميلته في الكلية في بيتها و غيره من الأمثلة لكي نخبر العالم بأننا و الحمد لله أصبحنا متطورين ……… وهكذا بالنسبة لهؤلاء الشباب الذين تتحدثون عنهم فهم يقلدون الغرب المثقفين بلباسهم و منظرهم لكي يوهموا أنفسهم بأنهم مثقفين ……؟؟

    رد

اترك رداً على أبو حسني إلغاء الرد