آخر الرقصات … حباً

ترتجف أصابعها بين يديه …

وهما يدخلان المكان …

الضجيج يطغى على صوت نبضاته …

ونبضاتها …

تشد على أصابعه قليلا .. ليهدأ في مشيته ..

يلتفت ليواجهها … وهو يحاول الابتسام …

يمسك يديها … ويتأملها …

ثوب أحمر طويل صارخ …

وشعر أشقر ناعم .. شفاه تكاد أن تلتهب نارا ..

وعينان تلخصان خضرة أرضه …

يرفع يدها الرقيقة إلى شفتيه ..

يتأمل الخاتم الذي ترتديه … ثم يبتسم ..

– جميلة وأنت شقراء !!

فابتسمت وهيي تتأمل شعره الذهبي …

– وأنت أيضا .. لكن لونه الأصلي أجمل .

تهدأ الموسيقى …

يتوقف الجميع عن الإرتجاج بعنف ..

لتبدأ رقصة هادئة …

تضع يديها حول عنقه .. ويمسك بخصرها …

ويبدأ الرقص …

– أنظري إليهم ..

– ما بهم ؟؟

– كلهم من الضباط ..

– أجل .. كلهم تقريبا …

– هل تعرّفت أحدهم ؟؟

– نعم .. إنظر إلى الزاوية هناك .. سترى موشى ..

– صحيح .. وذاك هناك هو ديفيد ..

وصمتا …

وتعانقت أرواحهما …

وغلفت النغمات حديثا دار صمتاً …

وتألقت عيناهما بحماس …

ومرت أمامه حياته …

أمه .. أبوه … إخوته .. أصدقاءه .. والجنازات …

كيف إلتقاها .. وأحبها .. وخطبها ..

وحياتها …

أختها التي ربتها .. ومرارة اليتم …

حلاوة الإيمان .. والحب …

وهو ..

وعانقت دموعه دموعها …

كما عانقت ابتسامته ابتسامتها …

واقتربت الشفاه .. وهمست …

– الله أكبر .. ولله الحمد ..

– لا إله إلا الله…

– محمد رسول الله …

وسحبت الخيوط …

ودوى صوت الحق متفجراً …

وتناثرت أشلاء الطغيان .. مختلطة بدماء الحب والتضحية …

لتحكي قصة كتبتها دماء شهيدين …

قصة عن رقصة …

تدربا عليها طويلا ..

ليرقصا معا …

آخر الرقصات … حبا …

—-

رسام الليل

http://www.shabab-on-line.com/showthread.php?p=79385#post79385

رأيان حول “آخر الرقصات … حباً”

أضف تعليق