كيف تثبت أنك صحافي مشاكس وحربوء ..
أهلا بكم في الحلقة الثانية من سلسلة (وصفة سحرية كي تثبت أنك …), الحلقة الماضية تعرفنا كيف تثبت أنك مثقف أما اليوم فدعني أدلك على بعض النصائح التي لا بأس بها كي تظهر بمظهر الصحافي المشاكس والذكي واللماح الذي يكتشف دائما ما لم يكتشفه الآخرون الأغبياء …
حاول اتباع الخطوات التالية ولا تنس من ذكر اسمي بعد أن تنجح عرفانا بجميل من علمك ودلك على تلك الخطوات:
1- ابحث عزيزي صحافي المستقبل عن الجرائد والمجلات سيئة السمعة أو المغمورة أو سيئة التوزيع والمبيعات … ليس فقط لأن الصحف الشهيرة سترفض نشر سخافاتك بل لأن تلك الصحف تحتاج إلى ما يشهر من اسمها ويرفع من مبيعاتها ولربما وجدت أحد الصحف الشهيرة جدا لكن الهابطة ستقبل أن تنشر لك .. حينها لا تفوت هذه الفرصة الذهبية ولا تقلق من هبوط مستوى الصحيفة فلو كانت غير ذلك لما كانت نشرت لك على أية حال !
2- حاول أن تنتسب إلى أسرة (فوزي) فهناك قاعدة تقول بأن معظم الصحافيين من عائلة (فوزي) لهم باع لا بأس به بالسخافات التي ستحب أن تكتب عنها ومثال على ذلك (مفيد فوزي) -الذي يهوى التطاول على عمرو خالد- و (أسامة فوزي) -صاحب العرب تايمز- .. صحيح أنه وبالمقاييس العالمية لا يعتبر من المشرف الانتساب إلى هؤلاء الأشخاص حتى ولو بالاسم, لكن لا بأس عزيزي صحافي المستقبل … فمن يأبه هذه الأيام إلى تلك الأمور الصغيرة؟
3- الآن بقي عليك أن تكتب مقالاتك الرنانة … ماذا؟ تقول أنك ضحل الثقافة ولا تجيد الكتابة؟؟ تقول أنك لا تعرف عن ماذا سوف تكتب؟ تسألني من أين تبدا؟ حسنا هدىء من روعك قليلا .. إن الأمر ليس بهذا التعقيد …
إن العملية هي البساطة ذاتها …
اختر بضعة شخصيات محبوبة على النطاق العام … خاصة الشخصيات الدينية قديمة كانت أو معاصرة …
العملية لا تتعدى أكثر من بضعة سطور من الهراء لا تتحدث عن شيء معين وبعض الأسماء المتناثرة هنا وهناك, إليك هذه المعادلة التي يجب أن تحققها أي مقالة مثيرة للضجة .. مع ملاحظة بأنه يمكنك التطوير والتعديل على تلك المعادلة بحسب الحاجة :
مقدمة تتألف من أربعة سطور فيها الكثير من الهراء
+
تمهيد عبارة عن سطر واحد من الهراء .. ولا بأس من بعض السخافة
+
رشة فيها بعض أسماء الدعاة المعاصرين
+
بضعة سطور تظهر فيها امتعاضك من شيء ما .. لا يهم كثيرا ما هو هذا الشيء وليس بالضرورة أن يفهم القارىء شي, المهم أنك ممتعض وهذا يكفي
+
بضعة سطور تضع فيها أسم شيخ ما أو مفسر ما
+
بضعة سطور تتحدث فيها عن حقوق المرأة المسلوبة .. لا تسألني ما علاقة المرأة بالموضوع فليس لدي جواب .. المهم أن تذكر شيئا ما عن المرأة ومن الجيد أن تربط هذا بشيء عن (المجتمع المدني) ولا بأس بكلمتين عن جرائم الشرف وكلمتين عن ضرورة حث رجال الدين عن الكف بالتدخل بشؤون الدولة … حاول أن تكتب بأسلوب يوهم الناس أنه لديك المزيد حول هذا الموضوع لتكتبه لكنك لن تكتب كل شيء .. حاول أن توهم القارىء انك تملك أدلة عن شيء ما يثبت تورط شيخ ما في شيء ما …
أعرف أن هذا يحتاج إلى الخبث والخبث يحتاج إلى الذكاء وهذا ما تفتقده للأسف لكن لا بأس من المحاولة …
+
بعض العبارات والصرخات المسرحية عند الخاتمة على غرار: يا أيها الناس كفاكم انقيادا وانغلاقا وانخداعا .. الخ الخ
انتهت المعادلة السحرية …
هذه المعادلة ناجحة جدا ومجربة وينطبق عليها الكثير والكثير من المقالات الصحفية حاليا ..
4- وهذه هي الخطوة الأخيرة .. بعد أن تكتب مقالتك أعطها لبعض الأصدقاء لنشرها في بعض المنتديات التي تدعي حرية الرأي (كي لا يحذفوا المشاركة) ثم اترك باقي الأمر للجرابيع فهم سيكملون عنك المهمة على أكمل وجه ..
تسألني من هم الجرابيع؟
الجربوع بحسب قاموس أنس للثقافة والإعلام: هو شخص ضحل الثقافة, يهوى الكتابة بالمنتديات لكنه لا يستطيع كتابة موضوع جيد بنفسه, لهذا يلجأ للاتقاط المقالات من الدرجة الثالثة, التي كتبها كتاب مغمورون, في صحف هابطة أو مغمورة, ونشرها في المنتدى طالما أنه يعرف بأن غالبية أعضاء المنتدى (التوجه العام لأعضاء المنتدى) يرفض الأفكار الواردة في تلك المقالة (لو أمكننا تسمية هذا الشيء بالمقالة) …
الجرابيع متوافرين بكثر هذه الأيام وستراهم عاكفين على نشر اسمك واسماء زملائك بكل حماس … لهذا يمكنك الاعتماد عليهم والكلام على مسؤوليتي …
عزيزي الصحفي المتحمس…
أعلم أن عملك بهذه الطريقة لن يؤهلك للحصول على جائزة نوبل للصحافة …
ولن يأتي ستيفن سبيلبرغ يوما طالبا منك أن تكون مستشاره في فيلمه القادم …
ولن تتصدر غلاف مجلة تايم على أنك رجل العام …
لكنك ستحصل على شعبية كبيرة في مجتمع الجرابيع وهي بداية لابأس بها بالنسبة لك ..
ستكون شعبيتك كبيرة عند الجرابيع … يمكنني أن أؤكد لك هذا !!
السَّلام عليكُم …
هذه الطَّريقة تنجح بسرعه وسيقابلها هبوط سريع بسبب تدخّل أناس واعين فبدل من أن
تكون المقالة الهدف منها>>>(( إشباع رغبة الكاتب أو طريقة ترويج إستحماريَّة لأنّ اللّذي قام بكتابة المقالة من الأساس إستحماري يعيش في بيئة إستحماريَّة تماماً ومن ثمّ يأتي شخص وينشر ماكتبه بالنّسخ أو بطريقة الطّرح وما يوافق هواه ومزاجه فهو مُستَحمَر من قبل الأوَّل أي بمعنى أنَّه شخص حمار أصبح بنظر ذلك الكاتب والإستحمار زيادة على كلمة حمار وتأخُذ بُعداً آخر …))
تكملة الرّد ولا أعرف لماذا لم يُضاف الرّد كاملاً ؟؟
بعد أن يتدخَّل الواعين ينقلب السِّحر على السَّاحِر ومن ثمَّ يُصبح المووضوع ذا
فائدة ويُعطي نتيجة تنصبُّ بالنِّهاية في أخذ فائدة حسنة وقلب الهدف الأساسي من المقالة
لكن إن لم يكُن هُناك هؤاء النَّاس فللأسف سيقع بالطُّعم بعض الضُّعفاء وسيصل ذاك إلى هدفه
فعلاً أمرٌ مُخجل بأن يكون بمثابة حمار أمام شخصٍ آخــر أي بنظره يتخيَّلهُ حُمار بضم الميم بالَّلهجة المصريَّة ….
صحافي المستقبل