ﻻ بد أن أي مجموعة من الشباب يجتمعون فيما بينهم, ﻻ بد أن يدور الحديث اﻷزلي الذي دائماً ما يتحدث عنه الجميع في العائلة وبين اﻷصدقاء, في اﻷفراح واﻷتراح والمناسبات والمشاوير. تسألني ما هو هذا الحديث؟ سأنقل لك جانباً منه, وﻻ بد أنك أنت وأصدقاءك أو عائلتك تتداولون نفس العبارات:
• “الوضع اﻻقتصادي بالبلد أصبح ﻻ يطاق”
• – ” البطالة مرتفعة والتضخم يزداد”
• – “أسعار الطعام والخضروات … أقساط المدارس … ”
• – “التلوث في دمشق صار خانقاً”
• – “الازدحام يزداد يوماً بعد يوم”
• – “الفساد على ما هو عليه رغم ما يقولونه عن حملات المكافحة”
• – “المعاملات في الدوائر الحكومية تعكس تخلفنا بكل بساطة!”
• – “الشباب ﻻ يستطيعون الزواج”
• – “الرواتب ضئيلة حتى في الشركات الخاصة الكبرى”
• -“أكثر من عام ونصف ولم تستطع وزارة بحالها أن تؤمن خطوط انترنت سريعة للشعب … نشف دمنا من الديال أب !!”
• -“الضرائب ..”
• – “شرطة المرو .. ”
• – “قانون السير ..”
• -“حرية التعبير .. ”
• -“إغلاق الصحف والمحطات الخاصة”
• -” لم أعد أطيق العيش هنا … يجب أن أهاجر …”
إلخ .. إلخ .. إلخ
نفس هذا الحوار يدور بين أي مجموعة من الشباب في المقهى أو في المطعم أو في السيارة. وأنا عندما أسمع هذه اﻷحاديث وأشارك بها يصيبني شيء من السرور. نعم ﻻ تستغرب أعرف أن هذه الأحاديث تصيب بالكآبة والشلل الرعاش وسرطان الشبكية, لكن هذه اﻷمراض نسيناها وتعايشنا معها, وﻻ يصيبني هذا السرور بسبب تلك الحوارات المصيبة للاكتئاب بالطبع لكن طرح هذه المشاكل بحد ذاتها دليل على تطلع الشباب إلى اﻷفضل دائماً. ولولا هذا لصرنا مثل بعض القبائل الإفريقية التي تعيش في بيوت القش وتستحم بروث اﻷبقار وتظن بأن هذه هي العيشة المثلى بسبب تخلفها الشديد.
إن مجرد استياء الشباب من الوضع واعتباره غير قابل للمعيشة البشرية يحمل داخله بذوراً للتغيير نحو اﻷفضل …
ولكن ….
بينما أسترسل في تفكيري هذا, يختمون حديثم بالعبارة التي تجعلني أرغب في الإمساك بأقرب مدفع رشاش وإفراغه في صدورهم!
نفس الشباب الذين يتحدثون بهذه الحماسة عن أن “الوضع أصبح ﻻ يطاق” يختمون حديثهم وبنفس الحماسة بالعبارة: “بس سيدي يلّلا ماشي الحال .. خلينا هيك أحسن ما يصير فينا متل العراق” !!!!!
!!!!!!
!!!!!!!
!!!!!!!!
!!!!!!!!!
وهنا أحاول استيعاب الموقف … هل كتب علينا حل من اثنين؟ إما أن نبقى على الوضع الراهن وإما (بدّو يصير فينا متل العراق)؟؟؟ ما علاقة هذا بذاك أصلاً؟ لماذا كلما تحدثنا عن مشاكل البلد نجد من يشير إلى العراق؟ أو من يغير الموضوع ليتحدث عن (اﻷمان) في البلد الذي صدّعوا رؤوسنا به ويجعلونه تبريراً لإقناع أنفسهم بالتخلف الذي نعيش فيه, وكأنه ﻻ يمكن أن يجتمع اﻷمان والسلام مع حالة من التطور والتحسن.
هل انعدم طموح الشباب إلى هذه الدرجة؟ المشكلة إن ما يؤلمني هو أن هذا الحديث يصدر من اﻷشخاص واﻷصدقاء الذين أعتبرهم أكثر طبقات المجتمع ثقافة, منهم أصدقاء أو أقارب لي وجميعهم مهندسين أو أطباء.
ما علاقة الحرب في العراق بالوضع اﻻقتصادي واﻻجتماعي عندنا؟ لماذا يعتقدون بأن تطورنا اﻻقتصادي واﻻجتماعي سوف يجلب علينا حرباً؟؟
طبعاً ناهيك عن من يأتي ليقول بكل سماجة (بعد أن يكون قد قضى ساعة في الحديث عن معاناته والمعيشة الصعبة في هذا البلد وعن تطور البلدان العربية اﻷخرى), يأتي فيحسم النقاش قائلاً:” بس بالرغم من كلشي الوضع بالبلد ممتاز نظراً للوضع السياسي ” بل إن أحدهم ذهب للقول بأن :”اﻻقتصاد السوري أقوى إقتصاد في الوطن العربي” بل تابع معللاً بشكل مضحك بأن الإمارات مثلاً سينهار اقتصادها لو اختلفت معها الولايات المتحدة لأن اقتصادها معتمد على الولايات المتحدة !!!! بينما نحن لن نتأثر بشيء لأن اقتصادنا (مكتفي ذاتياً) !!! وبالتالي فإن اقتصادنا أقوى من اقتصاد دولة الإمارات!!
ﻻ أدري هل أضحك أم أبكي؟
التبريرات الساذجة دائماً موجودة لدى هؤلاء, ﻻ أدري ما الذي يحاولون إقناع أنفسهم به وﻻ لماذا يفعلون ذلك .. وأكرر هؤلاء منهم أصدقاء مقربين لي مهندسي كمبيوتر واتصالات وأطباء …
إلى أين سنصل إن لم تكن في داخلنا الرغبة في التطور؟
قد يكون غبياً من يعرف اﻷخطاء ويدركها ويتحدث عنها لكن ﻻ يحاول أن يبذل ما يستطيع لإصلاحها …
لكن اﻷغبى من يعرف اﻷخطاء ويدركها ويتحدث عنها … ثم يعود ليبررها وليقنع نفسه بأنه أسعد إنسان في العالم …
أﻻ يستطيع أن يمشي وحيداً الساعة الثانية ليلاً دون خشية أن يتم اختطافه؟ بينما المساكين في نيوريورك ﻻ يستطيعون ذلك … وفي العراق ﻻ تدري متى تنفجر بك القنبلة ..
حسناً, هذا سبب كاف إذاً كي نعيش في سعادة و هناء وﻻ نفكر بالمشاكل الصغيرة التافهة !!
يا أنوس يا أنوس, ختم الحديث بذاك الشكل هدفه درء الخطر عن نفسه, يعني بعد ما الواحد بيكون حس على حالو خبص بالحكي شوي, بتلاقي بيقول, إيه بس نحن ماشي الحال…
أحييك على جرأتك…
يا أنس بتضل بتوجعلنا قلبنا ..
قصة التطور للأفضل .. مسلسل مكسيكي ، كل ماتركب مع شوفير تكسي بيقعد بيحكيلك عالبلد ووضع البلد وهو نفسو أكبر مخالف وأكبر همجي .
كلو عم ينتقد البلد ويحكي ويتطلع ، بتنبسط انو والله كلو فهمان ومثقف ووعيان للتخلف يلي عايشين فيه .. طيب حلو .. يا أخي اشتغلو .. عملو شي لهالبلد !
كتير أحياناً بيطلع ببالي سؤال : إنو أنا بحب بلدي ، بموت فيها .. بس شو فيني من موقعي الحالي إني أعملها ؟
كيف فيني ساهم بتطوير هالبلد ؟
بس للأسف اكتشفت انو مافيني ولا انت فيك ولا هو فيه ..
بدنا حل جذري .. وحل من فوق .. نحنا مافينا نعمل شي .
بتعرف ، أحياناً بحس سوريا عايشة بالثقب الأسود !
تحياتي ، وشكراً أنس للملح عالجرح
إنها عمليات غسيل الدماغ ياأنس، فهي تبدأ من سن الطفولة ولا تنتهي أبداً. في كل مرحلة من عمر الإنسان لديهم طريقتهم، في تعزيز الحالة الدجاجية والنعامية لدى المواطن.
أولاً تحية لك سعاد، وأتفق معك بأننا بحاجة لتغيير جذري. لكن أختلف معك بأننا لا نستطيع فعل شيء، بل نحن الوحيدون الذين نستطيع إحداث هذا التغيير الجذري ولا أحد سوانا. وأختلف معك أيضاً بأن الجميع يعي بأننا متخلفون، بل على العكس تماماً القليل جداً من يعي ذلك. وليس نقد الأوضاع الحالية بدليل على هذا الوعي، بل الدليل القاطع هو تغيير السلوك وكافة أوجه الحياة. فالمسألة ليست مسالة عمل فحسب، بل هي وعي بوجود التخلف أولاً، ثم وعي بأسباب هذا التخلف وهذه هي الحلقة المفقودة لدينا، ومن ثم العمل على تغيير الواقع للأفضل. أي أستطيع أن ألخص، بأن الذين تسمعين منهم النقد والاعتراف بالتخلف ليسوا مدركين حقيقة معنى التخلف، بل هم فقط يقارنون مستوى المعيشة لدينا مع مستوى المعيشة لدى الدول الغربية، ومن هذا المنطلق يقولون أننا متخلفون، لكنهم لا يعترفون بالتخلف الحقيقي بل يعترفوا فقط بتعين هذا التخلف على العالم المادي وشتان بين الإثنين.
كان يا مكان في قديم الزمان في سالف العصر و الأوان
منحكي و لا منام؟؟؟؟
منحكييييييييييي
كان في أربعة اشخاص هم:
“كل شخص” – “شخص ما” – “أي شخص” – “لا أحد”
و كانت هنالك أربع مهام لابد من إنجازها . و طلب من “كل شخص” أنا ينجزها , ولكن “كل شخص” كان متأكداً من أن “شخص ما” سينجزها و “أي شخص” كان يستطيع أن ينجزها , لكن “لا أحد” أنجزها.
“شخص ما” غضب لذلك , لأنها كانت مهام ملقاة على عاتق “كل شخص” , لكن “كل شخص” ظن أن “أي شخص” يستطيع أن ينجزها . و لكن “لا أحد” أدرك أن “كل شخص” لن ينجزها . و انتهى الأمر بأن “كل شخص” ألقى اللوم على “شخص ما” , عندما “لاأحد” أنجز ما كان “أي شخص” يستطيع إنجازه ….وتوتة توتة خلصت الحتوتة
كل مين يبدا بحالو و ما علينا
شو برأيك ممكن نعمل ؟
عطيني أمثلة واقعية وملموسة وأشياء ممكن نغيرها ..لأني عجزت بالتفكير والوصول لجواب .
سعاد.
بعتقد انو “أوغاريت” لخص المسألة بطريقة رائعة وكافية ووافية، بس مع هيك رح أعطيكي أمثلة جداً جداً بسيطة ويمكن تضحكي عليها، يعني ممكن نتعلم ونعلم يلي حوالنا نحترم الشارع وما نكب فيه كل وسخنا (المادي والمعنوي) وبس تصير عادة منبلش نتعلم ونعلم يلي حولينا نكب زبالتنا (المادية والمعنوية) بمكانها ووقتها المناسب..وهيك شوي شوي منوصل لمرحلة من لاقي حالنا عم نتعلم ومنعلم يلي حوالينا كيف نحترم الآخر ونبلش نلمس شو يعني حرية وديمقراطية بشكل حقيقي وعلى أرض الواقع، وقتها رح نصير دولة ديمقراطية وقوانينها بتنطلق من أساس المواطنة. يعني باختصار، الديمقراطية تبدأ من معرفة وين المكان الصحيح للزبالة.
مرحبا مجدداً
أختي سعاد انت قلتي أنو “قصة التطور للأفضل .. مسلسل مكسيكي ، كل ماتركب مع شوفير تكسي بيقعد بيحكيلك عالبلد ووضع البلد وهو نفسو أكبر مخالف وأكبر همجي ”
و هادا تماما يلي بقصدو لما كتبت القصة و لما قلت أنو الواحد لازم يبدا بحالو و ما إلو بغيرو
بكل بساطة انا ما بقا بكب الوسخ بالشارع و بعلم حالي إني ضل ماسكة الورقة حتى شوف حاوية
بعدين بعلم القريبين مني إخواتي اهلي ولادي و هنن بدورن بعلمو رفقاتن وهكذاااااااااا لا حتى أثر بأكبر عدد ممكن و هيك بكون عملت واجبي بلا تنظير و حكي فاضي لأنو يلي عم بصير بالبلد مسؤولية الكل مني وجر
بتوقع هيدا مثال واقعي ملموس بتمنى يكون وصلك وجهة نظري
ودمتم
طيب .. أنا مابكب الزبالة بالطريق ، ولا أمي ولا أبي ، ولا أخواتي ، ولا رفقاتي .. وكلنا إجماعاً بيدايقنا هالمنظر .. وتأكد إنو رفقات أمي وأبي ورفقات أخواتي ورفقات رفقاتي مابيكبو بالأرض .. لأنو ببساطة الشخص يلي بيكب بالارض شخص همجي ومو ممكن يرافقو هالجماعة يلي ذكرتهن ، لذلك الحلقة مفرغة .
* ملاحظة : طبعاً مثال كب الزبالة ، يُعمّم.
و الله إذا تركنا العالم بهمجيتا و تخلفا لكن ليش عم نحكي بالأخير هالحكي كلو
أنا ليش عم قول الواحد يبدا بحالو لأنو شغلة متل كب الزبالة ع الأرض أو أي عادة سيئة غيرا لازم الواحد يتعلمها من مدرستو إذا أهلو مانن بهالدنيا و بما أنو مدارسنا ما بتحوي هيك مواد أو ما فيا برامج توعية أو نشاطات متل تنظيف مكان معين أو تشجير أو أو أو لهيك ما بيدنا حيلة غير نعلم حالنا و الحوالينا
و إذا بدنا نكبر الموضوع ليشمل حي أو محافظة أو حتى القطر فيمكن نعمل حملة تنظيف مثلا بشارك فيا كل مجتمعك طبعا بتكون مترافقة بحملة إعلانية كبيرة للتوعية و الخ
و انا شاركت بهيك حملات طبعا عدد قليل كان يجي لضعف الإعلان عنها
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااام
Lak akhhhhhhh ya abou shreek
ending the conversation this was because of two reasons
1- to hold on to patience and let negative energy go away
2- to keep the danger away from them
but i was wondering just like you
after you press all of those people , what would happen
1- either war like in iraq , but it would be a non-realistic war , like killing each other for no reason but just to let the anger go out
2- giving up and fleeing away for those who can do that
3- commiting suicide which is what i’m gonna do now
weehoooo , see ya , i’m gonna go kill myself 😛
أوغاربت + فري مان = روعة حديثكن…اوغاريت, بدك تسمحلي أسألك إنو تحطنا عنوان مدونتك, لأنو يلي بيكتب هيك قصة قصيرة معبرة ومختصرة, حرام ما يكون عندو مدونة, ليش حارمنا كتاباتك…
ما شدني الى كتابتك أن نفس الكلام يتكرر من قبل الشباب في بلدان أخرى .. يبدو أن الوضع أصبح مشابه في الوطن العربي كله ..
يا سيدي شو بدك تحكي لحتى تحكي
حميد ربك أنو ما صار فينا متل العراق
بيكفي نحنا قاعدين هون و آمنين ببلدنا
أحسن شي
الحمد لله
أحييك أخي أنس على طرحك الجريء ..
كل واحد يبدأ بحاله ..
و أستغرب حقيقة من فرضية أن الأمور إما أبيض أو أسود ..إما تخلف و إما حرب!
هناك دائما حل وسط ..و لون رمادي ..
باستطاعتنا التغيير بدون الوصول إلى حرب كالتي في العراق..
تحياتي
الوضع ليس بعيدا عنكم ..
أعجبني جــدا كلام ” أوغاريت ” .. ولخصت
الرد بشكل رائع .. ولك الفضل بطرح مميز ..
🙂
والله لو بدي اكتب انا عن هالموضوع ما رح اكتب غير هيك
لان انا وعم أقرا هالموضوع كل شوي ارجع لحتى شوف اذا انا كنت كاتب هالموضوع واللا حدا غيري
لان عنجد انا هيك دائما بيصير معي لما بكون عم اتناقش انا وواحد من اصدقائي وبعد ما بيكون نشف ريقي وهلكت بيجي اخر شي بينهي الموضوع متل ما قلت انت, عنجد عنجد بتمنى انو يكون معي رشاش لحتى رشو
شكرا كتير كتير كتير عهالموضوع