سنحكي اليوم نبذة عن أهم الآلات النفخية (الأبواق) ونشرح استعمالاتها والفرق بينها وفائدتها (إن كان لها فائدة). البعض يظلم الأبواق ويعتقد أنها شيء واحد يختلف بالشكل فقط بينما يؤدي جميعها نفس المهمة. على العكس تماماً فكل بوق يختلف عن الآخر في أسلوبه وطريقة عزفه وأنا اليوم سأشرح لكم -بشكل علمي- الفروق بين الأبواق. نبدأ على بركة الله:
زمور الهوا
هذا البوق هو أسوأ أنواع الأبواق, فلا فائدة منه سوى إثارة الضجيج. صاحب هذا البوق مسكين ولا يملك شيئاً مفيداً يمكن أن يضيفه إلى البشرية. وفي الوقت الذي يعتقد فيه بأنه (يفعل شيئاً) فإنه لا يفعل إلا إضحاك الناس عليه فهو غالبا متخلف وجاهل ولا يجيد إلا إثارة الضوضاء. وحتى الآخرين من أصحاب الأبواق التي تنتمي إلى أنواع أخرى يتضايقون منه احياناً. للأسف وضعه ميؤوس منه بشدة.
الفوفوزيلا
الفوفوزيلا لا يختلف كثيراً عن (زمور الهوا), فزمور الهوا والفوفوزيلا يعبران عن (البوق الجاهل), الفرق الوحيد هو أن آلة الفولوزيلا قادرة على إطلاق الضجيج بشكل أعلى وأكثر إزعاجاً وقد يؤدي إلى الصمم أحياناً, بالإضافة إلى ذلك فهي قادرة على لفت النظر بشكل أكبر من زمور الهوا. عازف الفوفوزيلا يشعر في داخله برضىً بالغ عن نفسه لكنه لا يدرك مدى الأذى والتشويش الذي يسببه لمن حوله فالفوفوزيلا في النهاية آلة لا تجيد إلا الصراخ دون أي شيءٍ آخر.
الترومبيت
لا يغرّنك اللون الذهبي والشكل الأنيق, فالترومبيت في النهاية -مهما كبرت أو صغرت- هي عبارة عن بوق, لكن هذا البوق يأتينا بشكل آخر ومختلف. هذا البوق قد يثير الضجيج أيضا لكن بطريقة تجعل ضجيجه يبدو أكثر حضارية وتعقلاً أمام بعض السامعين مما قد يساهم برفع شعبية هذا البوق لدى البعض وبالتالي قد يؤثر عزفه قليلاً في فئة من الناس. صحيح أنه يثير الضجة لا أكثر لكنها ضجة منطقية في مظهرها ففي النهاية يملك الترومبيت ثلاثة أزرار وشكلاً ملتفاً ومعقداً بعض الشيء مما يوحي للمستمع بأن هذا البوق -ربما- يعزف لحناً يمكن الاستماع إليه, فقط لو ركزت قليلاً وحاولت فهمه!
البوق الروماني
كما هو واضحٌ من اسمه, يعود البوق الروماني العتيق إلى العصور الرومانية الغابرة. وهو قديم جداً لدرجة أننا لا نملك صورة حقيقية له. هذا البوق كان يستخدم للأغراض العسكرية, إذ كان يقف الجندي الروماني على قمة القلعة وحالما يرى أثراً لجنود أو جيش يتجه نحو البلاد كان يطلق هذا البوق ليخبر الناس بالمؤامرة التي تحدث والتي تُحاك ضد بلاده. هذا البوق غير قادر إلا على إصدار صوت واحد ولا يستطيع إلا عزف معزوفة واحدة: المؤامرة! في النهاية هذا هو الهدف الذي صُمم من أجله هذا البوق ولا يصدر إلا هذه النغمة القديمة التي أكل الدهر عليها وشرب. هذه الآلة انقرضت لكن ما زال البعض يستخدمها وينجح أحياناً في إرعاب وتخويف الناس بصوتها العتيق.
مكبر الصوت
هذا المسكين من أسوأ أنواع الأبواق, فهو كالببغاء يردد فقط ما يسمعه دون أي معالجة أو تفكير او حتى إبداع. بل والأسوأ من هذا أنه يردد كل ما يقال له بصوت أعلى. هذا البوق لا يفهم شيئاً لكن عندما صنعوه أخبروه بأن مهمتك هي فقط إعادة ترديد ما يُقال لك مهما كان وكائناً من كان قائله كل ما عليك هو أن تعيد ترديده بصوت أعلى كي يصل إلى أكبر عدد من الناس.
الهارمونيكا
قد تستغرب وجود هذه الآلة هنا لكن هذه الآلة هي إشكالية كبيرة. فهي تصر على أنها ليست بوقاً لأنها لا تبدو كذلك لكنها في النهاية آلة نفخية مثلها مثل بقية الأبواق. هذه الآلة تقوم بإصدار أصوات ألطف بشكل عام من أصوات بقية الأبواق, وتعتقد بينها وبين نفسها بأنها أكثر حكمة من بقية الأبواق وبأنها لا تعزف إلا الحقيقة العميقة. هذه الآلة واقعة في إشكالية كبيرة وعندما تعزف فهي لا تعرف ماذا تريد, نغماتها تختلف بشدة صعوداً وهبوطاً بحسب المستمعين, في الواقع هذه الآلة ضبابية ومتقلبة وغير واضحة هي تقول أنها ليست بوقاً لكن الكثيرين يعتقدون أنها في النهاية مجرد بوق لكنه يقدم العزف بطريقة ملتوية ومختلفة كي يبدو حضارياً أكثر من بقية الأبواق. إنها بوق لكنه تائه ولا يعرف ماذا يريد بل وإنه لا يدري هو نفسه بأنه عبارة عن بوق متقلّب الآراء والنغمات.
الناي
آلة الهدوء والتخدير والخمووول. الاستماع لهذه الآلة يعطيك شعوراً عجيباً بالراحة والاسترخاء. هذه الآلة التي تجمع كل ميراث شرقنا العزيز من الروقان والاستمتاع وليالي السمر. هذا البوق لديه تأثير عجيب على المستمعين حيث يجعلهم يشعرون بالخدر والراحة النفسية والأمان. هذا البوق يمنح المستمع شعوراً بأنه في أفضل حالات الاسترخاء, يعطيه نوعاً من الخدر اللذيذ: أنت في مأمن, أنت في أفضل حال, لماذا تتعب في هموم الحياة؟ لماذا لا تبقى جالساً مسترخياً فأنت تعيش في أفضل حال .. استمع إلى نغماتي .. هل تشعر بها؟ هل تشعر بالسلام .. هل تشعر بالأمان؟ أنت تعيش حياة ممتازة .. لا تدع الأصوات المزعجة القادمة من الخارج تزعج راحتك. استمتع معي .. استمتع بالأماااااااان.
مصادر:
http://en.wikipedia.org/wiki/Air_horn
http://en.wikipedia.org/wiki/Vuvuzela
http://en.wikipedia.org/wiki/Trumpet
http://en.wikipedia.org/wiki/Roman_tuba
والله انت غريب يا انس،ما بعرف انو الك اهتمام لهالدرجة بالموسيقا والات الموسيقية
كل يوم عم تفاجئنا بشي جديد 🙂
شكراً لك أنس .. عرفتنا بأسلوب جميل عن أنواع الأبواق أو الآلات النفخية .. لكنك ربما نسيت الأبواق التي تشتهر الآن وبعد كل جمعة …
ربما سيكون لهذه الأبواق الخاصة تدوينة خاصة بعد حين ..!!
هناك إضافة, انو فيه أبواق تقبض ثمن صفاقتها وأبواق تعمل مجاناً 😉
وهناك أبواق أخرى 🙂
انو liiiiiiiiiiiiiiiiiiiiike
المشكلة مو بالبوق المشكلة باللي عم يتحول لبوق بأيدين العالم
يسلمو ايديك 🙂
لك أسلوب مختلف
جميل جداً
يعني الطبل مو من الأبواق ؟
فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للبوق أن ينبخش
بنفس حجم المشاكل اللي علقنا عليها مسبقاً انا اليوم فخور اننا سوريين مع بعض غصبا عن اللي بيرضى وما بيرضى
تحياتي انس …. تحياتي الك
رغم أن المقال يبدو واضحا جدا, لكن أشعر بأنه غامض وفيه الكثير من التلميحات…
تسلم أنس
هههههههههههههههههههههههههههههههه والله شي ظريف!!
أنوس إنسيت أهم بوق ، بووووووووووووووووووووووووووق السلطة
والله تسلم كيبوردك يا أنوس
بس الشي المشترك بكل الابواق انو تمها كبير و كل ما وسع بكون تأثيره بإحداث الطرش بالمستمع اكتر.
المشكلة أن كل هذه الأوبواق تبقى طليقة – وليست حرة – رغم اصدارها للأصوات ” المزعجة ” بينما الأصوات الحرة والجميلة أمثال أنس تقيد حريتها .. عجبي – أتمنى لك الفرج القريب أنس
على فكرة هذا المقال مجرد مثل على مقالاتك وأسلوبك البسيط والساخر والذي يضاهي بل يفوق روعة ما يكتبه كثير من الكتاب الكبار في الصحف والدوريات ويقبضون عليها فلوس . تحياتي