هل ماتت المدوّنات الشخصية؟ مُحاولة لإعادة الإحياء

قمتُ خلال الأيّام القليلة الماضية بنفض الغُبار عن مدوّنتي، حيث اعتمدتُ أولًا هذا التصميم الجديد الذي يتميّز بأنه … لا يتميّز بشيء! إذ أحببت استخدام تصميم بسيط جدًا، بالأبيض والأسود، ويُركّز على سهولة القراءة بشكل كبير. في النهاية فأنت هُنا لتقرأ ما أكتب، وأشكرك على هذا بالطبع.

التغيير الآخر هو على إسم نطاق موقع المدوّنة، حيث تم الانتقال من العنوان الذي رافقني لعشر سنوات anasonline.net، إلى العنوان الجديد والرائع -من وجهة نظري على الأقل- anas.online. نعم، يكفي أن تكتب في المتصفح anas.online للوصول إلى الموقع، وبالطبع فإن النطاق القديم ما زال فعالًا.

هذه التغييرات، وعملية “إعادة الإنعاش” للمدوّنة التي أهملتها مطولًا، هي ليست هدفًا بحد ذاتها، بل محاولة منّي لإعادة إحياء التدوين الشخصي بشكل جدّي. لقد قتلت شبكات التواصل الاجتماعي المدوّنات الشخصية بدون شفقة أو رحمة، حيث توقّف الكثير من المدوّنين عن التدوين، وانتقلوا إلى “التدوين المُصغّر” على تويتر وفيسبوك.

أنا ممن انتقلوا إلى تويتر وفيسبوك لممارسة “فش الخلق” بنجاح. لديك فكرة؟ خاطرة سريعة؟ بدل تحويلها إلى تدوينة، تقوم بكتابتها سريعًا على فيسبوك وتضغط على زر النشر، يئِزُّ هاتفك بإزعاج ليُخبرك بأن هُناك من “أُعجِبَ” أو “عَلَّقَ” على منشورك المُختصر. وهُنا تكتشف المشاكل: المُشكلة الأولى هي أن “فشّة الخلق” السريعة التي مارستها كانت مُختصرة وغير مُرتّبة الأفكار، ويسهل أن يفهم الآخرون منها شيئًا غير الذي تقصده. وهُناك دائمًا في قائمة أصدقائك من سيستشيط غضبًا ويهمّ بالتشاجر معك لأنه فهم شيئًا غير الذي تقصده. لكن المُشكلة الثانية وهي الأكبر تتمثّل في اختفاء هذا المنشور إلى الأبد. كُل ما كتبته على شبكات التواصل الاجتماعي لا يسهل جمعه ولا أرشفته ولا العودة إليه. كُل ما كتبته سيُصبح نسيًا منسيًا بعد أيام قليلة، أو حتى ساعات.

الآن سأُحاول النهوض من هذه الدّوامة. لدي الكثير ممّا أُريد قوله ولا أُريد له أن يغرق في بحر شبكات التواصل الاجتماعي. صحيح أن جمهور مُتابعي المدوّنات قد بات ضئيلًا مُقارنةً بجمهور شبكات التواصل الاجتماعي، لكن لندع ما يصلح لفيسبوك … لفيسبوك، وما يصلح للتدوين (الرصين المُحترم!)، للمدوّنات.

الآن أُعلن عن نفض الغُبار عن هذه المدوّنة، لأنه لدي الكثير مما أُريد قوله، ومما يجب أن يُقال.

20 رأي حول “هل ماتت المدوّنات الشخصية؟ مُحاولة لإعادة الإحياء”

  1. حاولت فيس بوك اقناعنا كمدونين اعتمادها كمنصة لكنها فشلت حتى مع خدمة الملاحظات.. الشبكات الاجتماعية ليست منصات محتوى.. انها منصات تفاعل لذا احرص دائما على أرشفة اي محتوى جيد على المدونة حتى لا يضيع

    كتبت مرة عن هذه الفكرة هنا

    http://www.tech-wd.com/wd/2013/09/01/social-network-is-not-content-plaform/

    مرحبا من جديد!

    رد
  2. انا شخصيا عملت مدونة لادون اخيرا محاولاتي الكتاببة… اامشكلة هي في تدوين الافكار او التجارب الشخصية و اللي انا ما حسبت حسابها و لقيتني عن فضي عقلي منها على تويتر…. متل ما ذكرت حضرتك الارشفة صعبة ان لم يكن غير واقعية على مواقع التواصل الاجتماعي و ياما بحثت عن مناقشات رائعة مملوءة بالمعلومات و لم اعثر عليها…. بعتقد التدوين أحلى بكتير لكن مشكلته انه يصل لعدد محدود جدا جدا….

    رد
  3. سعيد جداً بعودتك أنس
    انا أيضاً أحاول جاهداً للعودة للتدوين والتخلص من فيسبوك وتويتر وكافة شبكات التواصل الأجتماعي
    وسعادتي أكبر لاني وجدت هذا المقال فى هذا الوقت بالتحديد

    رد
  4. مبروك لك أخ أنس ..
    لاحظت متابعة الكثير من محرري أكبر المواقع التقنية لمدونتك الشخصية مما زادك احتراما وتقديرا في نظري .
    تقبل مروري ^_^

    رد

اترك رداً على أحمد الخضر إلغاء الرد