"كورسيرا" تمنع السوريين من الوصول إلى دوراتها التعليمية (تحديث)

“نحن نؤمن بربط الناس مع التعليم الرائع بحيث يستطيع أي شخص حول العام التعلّم بلا حدود”. هذه هي المقدمة التي يعرّف فيها موقع “كورسيرا” Coursera الشهير عن نفسه، لكن ما فعله الموقع قبل أيام يخالف رسالته التي يدّعيها، حيث قام الموقع بمنع السوريين من الوصول إلى صفحاته الغنية بالدروات التعليمية تنفيذًا لما قال أنها العقوبات الأمريكية ضد سوريا. وبين مطرقة النظام السوري الذي يحجب مئات مواقع الإنترنت، وسندان “العقوبات الأمريكية” يزداد الخناق على الشباب السوري الراغب بالتعلّم، أو بالأحرى من تبقى من الشباب السوري القادر على الوصول إلى ما تبقى من الإنترنت في سوريا.

(تحديث: قامت كورسيرا بالتراجع عن القرار وتمّت إعادة فتح الموقع للسوريين. المزيد من هنا)

ويقدم موقع “كورسيرا” مئات الدورات التعليمية ذات الجودة العالية، التي تتيح لملايين المستخدمين حول العالم باتّباع دورات مجانية في طيف واسع من المجالات، منها الفيزياء والهندسة والطب والرياضيات وعلوم الحاسوب والعلوم الإنسانية والاجتماعية والأعمال وغيرها. ويقوم الموقع بتقديم هذه الدورات بالتعاون مع عدد من كبرى الهيئات التعليمية حول العالم لتقديم مناهجها مجانًا، منها جامعات ستانفورد وميتشغان وبينسيلفانيا وغيرها من الجامعات والمنظمات التعليمية التي يتجاوز عددها المئة.

1092879_10151816941110356_1074326274_o

الآن وعند محاولة السوريين الوصول إلى الموقع من داخل سوريا، ما زالت الصفحة الرئيسية للموقع قابلة للوصول، لكن لدى محاولة تسجيل المستخدم بحسابه الذي يمكنه من الوصول إلى الدورات التعليمية، تظهر للمستخدم الرسالة التالية: “يشير النظام الخاص بنا إلى أنك تحاول الوصول إلى موقع كورسيرا من عنوان آيبي مرتبط بدولة خاضعة حاليًا لعقوبات اقتصادية وتجارية أمريكية. وكي يتمكن كورسيرا من الامتثال لقوانين التصدير الأمريكية لا نستطيع السماح بالوصول إلى هذا الموقع”.

وتقوم الولايات المتحدة بفرض عقوبات تقنية على سوريا منذ عدة سنوات، تحرم السوريين من الوصول إلى عدد من البرمجيات والخدمات التي تقدمها الشركات الأمريكية. المشكلة أن هذه العقوبات التي كانت تهدف أساسًا إلى معاقبة النظام السوري لم تؤثر بشكل أساسي إلّا على الشعب المسكين الذي لم يعد قادرًا على الوصول إلى طيف واسع من البرمجيات التعليمية والخدمية وحتى برمجيات الحماية من الفيروسات، وكذلك متاجر التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية مثل متجري غوغل وآبل.

من الجدير بالذكر بأن شبكة التواصل الاجتماعي “لينكد إن” LinkedIn قامت في العام 2009 بإقفال الموقع في وجه المستخدمين السوريين، وقمتُ حينها بالتدوين حول الموضوع مما ساهم بإثارة ضجة أدت إلى قيام الموقع بالتراجع عن القرار وإعادة إتاحته للسوريين، وأرسلت إدارة الموقع لي رسالة تعتذر عن هذا القرار ذاكرةً بأنه تم بسبب “مبالغة في تطبيق القانون”، أي قانون العقوبات الأمريكي. لهذا نتمنى من إدارة كورسيرا القيام بخطوة مشابهة والتراجع عن موقفها وعدم المساهمة إلى جانب النظام في حرمان آلاف السوريين من حق التعلم.

يُذكر أن مجموعة من الناشطين السوريين كانوا قد أطلقوا في العام 2012 حملة تطالب وزارة الخزانة الأمريكية برفع العقوبات التقنية المفروضة على السوريين، لكن يبدو بأن الحكومة الأمريكية ما زالت مصممة على المساهمة في عقاب الشعب السوري.

9 رأي حول “"كورسيرا" تمنع السوريين من الوصول إلى دوراتها التعليمية (تحديث)”

  1. يبدو فكوا الحجب، سجلت هلأ وقبلوا التسجيل.

    أو يمكن الآيبي تبع مزود الخدمة يلي فاتح منو مو ضايفينو على قائمة الحجب.

    رد

أضف تعليق